Alsinaidiahlam@gmail.com
إذا نظرنا حولنا للأشخاص الناجحين والمتميزين في حياتهم وحاولنا التمعن في الأسباب التي تجعل منهم أناس مختلفين.
وفي ضوء التطور المتسارع الذي نعيشه في هذا العصر، وبالرغم من أن الذكاء العقلي يلعب جزءًا بارزًا في مواكبة كل ما هو جديد إلا أنه لم يعد السبب الرئيسي في نجاح البشر. وإختلاف الأفراد وشخصيتهم تهم ونفسياً تهم فقد ارجعت الدراسات إلى أنه هناك صفات متشابهه للمتميزين الناجحين والتي تندرج تحت مظلة الذكاء العاطفي !
كثيرًا ما نسمع عن الذكاء العاطفي في هذه الأيام، وكوني شخص تربوي ومدربة تطوير ذات، فقد قادني فضولي لأن اتعمق أكثر والتخصص في هذا المجال، وهو أن تكون وعيًا بذاتك ومشاعرك ومسبباتها وقدراتك على إدارة تلك المشاعر وتنظيمها وتحفيزك لنفسك، ليس فقط وأنما قدرتك على التعاطف مع الآخرين وتحسس وفهم مشاعرهم للتواصل معهم بشكل ناجح وخاصة في حل النزاعات وتجاوز التحديات.
والسؤال هنا لماذا نحن بحاجة للذكاء العاطفي ؟
أنا اكتسبت دائمًا يقينًا بأن الفكرة تصبح أكثر ثباتًا وبالتالي تطبق في حياتي. لقد تعرضت للكثير من التجارب سواء في الإطار الاجتماعي، أو في بيئة العمل، وكانت دائما ردود فعل فعلية مقرونة بشعوري. وكنت في كل تحدي أستطيع أن أحقق التوازن بين ما يمليه علينا عقلي، ويدفعني إلى البحث في داخلي سلامًا وهدوءًا نفسيًا عجيبًا! أنا أؤمن بأن الله ـ سبحانه وتعالى ـ خلق البشر في مجموعات مكونة من مجتمعات مختلفة ، وصاغ لها مقوماتها التي تجعلها تتصف بالقوة والمتانة ، ومن أهمها إقامة علاقات المثمره مع الأفراد وذلك ضمن إطار إنساني متوازن فعال. والتي تمكن الفرد من مواجهة التحديات وصعوبات الحياة، وبالتالي فإن قوة النفس لديه، واسعة القرارات الذكية المتوازنة بين المنطق والعاطفة.
ففي محيط الأسره أو العمل مثلا نواجه شخصيات مختلفة، وقد نصطدم بهم في مواقف كثيرة نحتاج إلى اقتراح معرفة كيفية التعامل بإيجابية وذكاء وذلك دون أي ضرر سواء نفسيا أو ماديا؛ وبالتالي الحفاظ على العلاقات بالوصول إلى جو من التفاهم والتعاون والقيادة الفاعلة.
كيف لي أن اتطور من ذكائي عاطفي؟ عندما وقفت بصحبة نفسي في كل محطة من محطات الحياة وراجعت ردود فعلي في مواقف مختلفة وطريقة تعاملت بها مع الأشخاص من حولي، وجدت نفسي في تطور كبير، وأتصور أنه للعمر الأقل في ذلك، ولكن النضج العمري إن صح التعبير هو مجرد رقم إذا لم يكن كذلك. يتغذى بفكر ومعرفة ومراجعة وممارسة لتلك المعارف. فيما يخص الذكاء العاطفي فالتطوير يكون بالوعي لشعورنا وذلك بالتأمل في المواقف وتدوينها في أيامنا أو ماشابه، ومن ثم التحكم في ردود الفعل العاطفية بشكل صحي ومتوازن وبالأخص في المواقف الحياتية الصعبة بالتنفس العميق والتأمل وتقوية الجانب الروحاني وغيرها من التقنيات التي تساعدنا في إدارة الشعوربايجابية. ولا يركز الموضوع على الذات فقط، ويشعر بأنه الشخص المحاط بالآخرين، متعاطفًا معهم بشكل مرن ومتزن، ويشعر بهم وبتجاربهم من خلال الاستماع إليهم والتفاعل الذي يلمس قلوبهم ونفوسهم.
تحدثت بإيجاز عن الذكاء العاطفي واستطيع أن أقول أن نضجك العاطفي يكون بوعيك لمشاعرك وفهمك لذاتك وتحفيزها المستمر وبقدرتك على تحسس وفهم شعور الآخرين والتفاعل والتواصل الإيجابي يجعل منك شخصية مميزة ومفيدة في حياتك الاجتماعية والعملية والمهنية. كل ما عليك فعله هو الممارسة والتدرب على أن تكون ذكيًا عاطفيًا وفردًا فعالًا في مجتمعك.
القراءة الرقمية.. واقع متطور ! . هناك جمهور من القراء بدأ يتنامى، وهم ما يطلق عليهم آنيا المثقفين...
اقرأ المزيد“غيّر نفسك… تُلهم العالم” . الحياة لوحة من الجمال، تزداد إشراقًا حين نختار أن نراها بعين...
اقرأ المزيدفي بدء العام الدراسي.. آمال وتطلعات! . جاء هذا الموسم الدراسي ليكمل المشوار لما سبقه من إنجازات...
اقرأ المزيدخماسية إدارة الوقت بفعالية الوقت هو أثمن شيء في حياة الإنسان، فهو رأس المال الحقيقي الذي تُبنى...
اقرأ المزيدعنوان المقال : مثير للإعجاب . في زمن باتت فيه الشهرة متاحة بضغطة زر والألقاب تُصاغ في التعريفات...
اقرأ المزيدفن المغادرة الاحترافية: استراتيجيات الارتقاء المهني عند إنهاء الخدمة استاذ الفقه المقارن بجامعة...
اقرأ المزيد