ابنك الموهبة.. القادم
لدي شغف واهتمام وتساؤلات، حول مكون مهم في مجتمعنا، ينشئ ويتربى بيننا وأمام أعيننا! هم فلذات أكبادنا، هم أبناؤنا الموهوبون. كلنا نريد أن نعرف! كيف تنشئ هذه الموهبة؟ كيف تتشكل وتبرز تلك المواهب؟ كيف نطورهم ونرعاهم ونسهم في تطوير قدراتهم؟ لماذا يقال إن بعض الموهوبين، أو ما نسميهم "مخترعين" الذين هم غيروا وجه البشرية، كانوا بلداء في تحصيلهم العلمي وضعيفي الاستيعاب لمقررات معينة؟ ما العوامل التي تبرز موهبتهم في مجال دون الآخر؟ كيف اكتشف نبوغهم؟
من خلال قراءتي، وتتبعي لقصص الكثير من السير الذاتية، نجد أن التاريخ دون العديد، من خلال ابتكاراتهم. وهم الذين أدموا قلوب آبائهم حزنا عليهم وعلى مستقبلهم، لكن فجااءة تفجرت عبقريتهم. نجد أن أكبر مخترع شهرة في التاريخ هو الأمريكي أديسون (1847-1931)، حيث سجل أكثر من (1000) اختراع، ولم يتسن له إكمال دراسته، فقط أقام لنفسه ورشة، خرج منها باختراعات، إحداها نعمة الكهرباء. علما أن أبويه كانا ينظران إليه بالفشل وهو لا ينفع لأي شي. أيضا، عالم آخر هو الفيزيايئ أينشتين (1879- 1995)، وهو مخترع النظرية النسبية. كان ينظر إليه بالبلادة، ويكره العلوم والأدب والشعر إلا مادة الرياضيات، فقد أحبها، كون أبيه، وأعمامه تجارا يفهمون في لغة الأرقام. الزعيم تشرشل (1874-1965)، كان والداه يرونه لا مستقبل له، ولا يصلح لشيء البتة، فهو يكره اللغتين اليونانية واللاتينية، ولا يحب الرياضيات، ورسب ثلاث مرات في امتحان القبول بالجامعات.
كل هؤلاء الشخوص وغيرهم العديد، نشأت موهبتهم من خلال مزيج من العوامل المركبة، لعب فيها العامل الجيني، دورًا حدد قدراتهم، من استعداد وراثي للتفوق في مجال معين كان؛ رياضة، فنون، علوم. أو عامل بيئي، نشأوا فيه، وأثر فيهم، ساهم في صنع وتطور موهبتهم. قدمت لهم الفرص، وأتيح لهم الدعم الأسري، ووفرت الإمكانيات والمدربين من معلمين مؤهلين في المدارس. في العادة التعرض المبكر للأنشطة أو المجالات المختلفة، قد يساعد على اكتشاف الموهبة مبكرًا، فإنها تبرز الموهوب الشغوف في مجال بعينه. فتلك لا تولد مكتملة، بل تحتاج إلى يد حانية تهتم، تعزز الثقة به، تشجعه وتحفزه، وتصبر عليه، وتسهم في تنمية مهاراته الأكاديمية والاجتماعية، وتهيئ له الموارد اللازمة، والأماكن المناسبة لتدريب والممارسة المستمرة، لتحسين قدراته، من أجل صقل موهبته وتمييزها.
خلاصة القول أينشتين، أديسون، تشرشل، هنري فورد، والرسام بيكاسو وغيرهم، هؤلاء العباقرة وصموا بسمات البلادة. لهذا لا تفزع على ابنك البليد والذي لا يحب الرياضيات، ولا يحب الرسم، ولا يحب الشعر، فإنه موهبة في مجال معين مدخر قادم، يحتاج منك الاكتشاف، فقط قدم له الرعاية، الدعم والتطوير المستمر، ليرى العالم إنجازاته.
عنوان المقال : مثير للإعجاب . في زمن باتت فيه الشهرة متاحة بضغطة زر والألقاب تُصاغ في التعريفات...
اقرأ المزيدفن المغادرة الاحترافية: استراتيجيات الارتقاء المهني عند إنهاء الخدمة استاذ الفقه المقارن بجامعة...
اقرأ المزيدالإجازة الصيفية… وقتٌ للنمو لا للفراغ . مع حلول فصل الصيف، يبدأ كثيرون في البحث عن معنى لأسابيع...
اقرأ المزيدالحوار وإشكالياته! . ضجيج بين المتحاورين كلا من هم يريد أن يثبت للآخر هو على الذي على حق وهو...
اقرأ المزيدكيف يمكن أن يتم ضبط خوارزمية تيك توك ؟؟؟؟ . هل مللت من رؤية نفس النوع من الفيديوهات على تيك توك؟...
اقرأ المزيدمع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي (AI) بوتيرة غير مسبوقة، أصبحت مسألة ما إذا كان الذكاء الاصطناعي...
اقرأ المزيد